مقالات سياسية أوجاع الجوع في غزة وتسلية المظلات
2024 - 03 - 18

الكون بمجمل أنطولوجيته غاية الآن،كل تاريخه، جغرافياته، بحاره، محيطاته، بشره،حجره،حيواناته،حضاراته، ثقافاته، زعمائه، جيوشه، ذكاءاته الطبيعية والاصطناعية، أمواله، أبراجه، طائراته،أقماره التكنولوجية،ناطحات سحبه،أسلحته التقليدية، النووية، الجرثومية، علمائه، خبرائه، قوانينه،عدالته،أجهزة أمنه الفكري والبوليسي

رغم ضخامة امتداد حياة الكرة الأرضية،التي قارب عمرها نحو 4.5 مليار سنة وساكنتها تناهز ثمان مليارات نسمة،بجانب أرقام فلكية أخرى،يوجد عجز ميكروفيزيائي بحجم هذا الوجود نفسه، قصد العثور على مجرَّد أقرب نقطة بين خطَّين مستقيمين قصد إدخال أيّ لقمة ربما تسدّ رمق فلسطينيي غزة.

كل هذا العالم،استعصى عليه أمر تبيُّن فجوة ثقب صغير،حتى يتحدَّى هذا العالم نفسه حقا،ويختبر مدى قدرته على هزم الظلم، الهوان،ثم تنظيمات الجريمة المنظَّمة في شكل دول.

أسلوب إلقاء حمولات عشوائية من السماء،جزافا وكيفما اتفق،حتى لايموت من يموت فعلا،بدا حقيقة عبثيا وسورياليا،أقرب إلى بروفات مظلِّيين مبتدئين،جَسَّدت فعليا صورة سوداء وثَّقتها التقنية الحالية،ستُؤبِّدها أرشيفات التاريخ كعنوان تراجيدي خالد يشي بالعجز الذي بلغته منظومة القيم خلال هذه الحقبة القاتمة،تضاف إلى مجمل سِجِلاَّت مخزون الذاكرة البشرية الموصولة دائما بشهادات ناطقة عن فترات مؤلمة جدا،اختبرتها إبَّان فترات تاريخية اكتسحتها اختلالات بنيوية أثَّرت نوعيا على إيقاع التوازن المفترض،كي يستمر رياضيا قانون الجدل الثنائي.

مختلف هذا العالم بجامعاته العلمية،معاهده المعرفية،مراكزه البحثية،تشكيلات نخبه،نظرياته،مرتكزات قوته المادية والناعمة،منظماته،إلخ،لم يصادف أبدا مساحة  كيلومترات طبيعية فوق اليابسة،يستسيغها المفهوم،نحو سبيله الإنساني كي يحظى الفلسطينيون بأبسط حقوقهم البيولوجية،لأنه في نهاية المطاف وقبل بداية المطاف،مثلما وجب التذكير،ينتمي الفلسطينيون إلى فصيلة البشر،سوى بطريقة رمي استعراضي لما تيسر من السماء،على طريقة ''قلوبهم معنا وقنابلهم علينا ''(أحلام مستغانمي)،مع ذلك لاتصل الحمولة،بالكيفية التي يجدر وصولها،كريمة تراعي الكرامة وتحفظ ماء وجه الإباء،فالبحر نفسه جائع يتربَّص بها قبل اليابسة،مما يكشف عن مستويات العوز الذي وَطَّده الحصار الإسرائيلي عبر كل مناطق غزة منذ سنوات.

مقالات سياسية إيتمار بن غفير:أفاعي التطرف الصهيوني
2024 - 03 - 11

أفرزت الآلة الصهيونية التوتاليتارية على امتداد تاريخها،زمرة سياسيين وعسكريين متطرِّفين للغاية،بل إنَّ منظومتها الإيديولوجية بصدد تقليص دائم ومستمِرٍّ لمجال أنصار العلمانية والدولة الحديثة،مقابل توسُّع وتوطُّد قاعدة التطرُّف العقائدي؛لاسيما اللاهوتي المؤمن بالعنف،فقد استلهم أغلبهم النصوص التوراتية،الدَّاعية إلى ترسيخ دولة إسرائيلية ''نقيَّة''تماما من شوائب باقي الأجناس والعقائد الأخرى غير اليهودية،ويضمر أصحاب هذه النظرة استعدادا منقطع النظير بغية إحراق العالم بأكمله،في سبيل تحقيق هذا المشروع ''الإلهي''،كما الحال طبعا بالنسبة لجلِّ متطرِّفي الديانات الأخرى.  

عموما،حين التطرُّق إلى إشكالية هذا الموضوع،والانتقال آليا نحو إعادة الحديث عن اللحظات الكبرى لتشكُّل الدولة العبرية منذ النكبة،يبرز التمييز الأساسي بين جيل الآباء المؤسِّسِين،فريق الصقور الذي أرسى فعليا المرتكزات واختبر رموزه عسكريا، سياسيا،مخابراتيا،إيديولوجيا،حيثيات الصراع التاريخي مع العرب،منذ دافيد بن غوريون حتى أرييل شارون،مرورا بليفي أشكول،إيغال آلون،غولدا مائير،إسحاق رابين،مناحيم بيغن،إسحاق شامير،شمعون بيريز. بينما،تمثل حقبة وصول بنيامين نتنياهو إلى سدَّة الحكم يوم 18يونيو 1996،نهاية سياق تلك الحقبة وبداية تبلور توجُّهات جيل جديد.             

مقالات سياسية جثت الفلسطينيين وبشاعة العالم الراهن
2024 - 03 - 08

أبان بكل جلاء،تسونامي أشلاء الفلسطينيين المتناثرة دماؤهم ظلما على امتداد مختلف مساحات العالم ''المتحضِّرِ''،أنَّنا قد انتهينا بشكل علني ورسمي تحت مخالب منظومة عالم قاسٍ للغاية لم يعد حقيقة جديرا بماهية البشر،بحيث يخجل الواحد من نفسه وضميره خجلا،ادعاء انحداره من سلالة تلك الكائنات الحيوانية سلفا،ثم استطاعت بعد جهد جهيد دام آلاف السنين،انتشال ذواتها من براثن الحَيْوَنَةِ كي ترتقي بغرائزها صوب مراتب الأنسنة.

بعد انقضاء مائة واثنين وخمسين يوما على انطلاق مجزرة غزة،منذ السابع أكتوبر، بلغت مؤشِّرات الجريمة الأرقام التالية:

30717 قتيل،72156 جريح،1.7مليون نازح  تقريبا 75%من ساكنة غزة،شلل معظم مستشفيات القطاع(36 مستشفى)،ينهش الجوع  المحاصرين هناك ويأكل ماتبقى لهم من أمل البقاء بحيث أودى الجوع وجفاف الجسم إلى توقف نبض 20ضحية؛وستظلُّ وصمة عار تحوم فوق جبين الإنسانية صورة رحيل الطفل يزن الكفارنة ولم يتجاوز سنُّه عشر سنوات بعد أن اختزله مفعول الجوع وانعدام الدواء إلى حفنة عظام ضامرة،أكثر من 8 آلاف شخص في حاجة ملحَّة لمغادرة غزة قصد تلقي العلاج،يعاني 2000من أمراض مزمنة في مقدمتها السرطان اللعين،ثم دمار هائل أتى تماما على البنية التحتية

حمَّامات الدَّم الفلسطيني المبثوثة،مع سبق الإصرار والترصُّد،عبر كل دروب العالم، في حضرة العالم،في خضمِّ وجود هذا العالم،أماطت اللثام عن مختلف أساطير النِّفاق والبهتان والتضليل،المؤسِّسَة لما بات يعرف حاليا بأوهام المدنية الغربية؛طبعا من خلال وجهها السياسي.

ترجمات فيليب سوليرز: أنا كاتب أوروبي من أصل فرنسي
2024 - 03 - 05

1مدينة بوردو

مهمة جدا للغاية بالنسبة إلي.لقد ركَّزتُ كثيرا حول فرادة هذه المدينة،ليس فقط جغرافيا،بل تاريخيا.حدث أن ولدتُ هنا.الدراسة في ثانوية مونتسكيو،وكذا ثانوية مونتين. هذه المدينة التي عرفتها مظلمة،بحيث عوقبت خلال القرن التاسع عشر وأساسا إبّان القرن العشرين،صارت بالتأكيد متألِّقة ثانية عبر الزمان،استعادت ذاتها مثلما رآها ستاندال ضمن فصول عمله ''أسفار''،بمعنى خلال القرن الثامن عشر،والذي اكتمل شيئا ما متأخرا حوالي سنة 1820،مقارنة مع التصور المتداول.لماذا تسليط عقاب بتلك الطريقة على مدينة متوهِّجة للغاية؟بغتة تنطلق شرارة ذاكرة المعمار وكذا فنِّ أن تحيا عميقا جدا.لايلزم فقط العيش داخل نطاق مدينة بوردو نفسها،لكن على امتداد ضواحيها،لاسيما الصعود إلى أعلى مصب جيروند،حيث جبال العنب،مثلما قال هولدرلين في قصيدته الشهيرة المعنونة ب : تِذْكار، التي أعيد قراءتها،ومثل جلِّ القصائد العظيمة،يمكنها أن تقرأ ثانية لانهائيا.اقتضى الأمر انتظار قرنين من الزمان كي نعلِّق في بوردو لوحة تشير إلى مرور هولدرلين من هذه المدينة.لقد ارتشف هذا النبيذ مثلما تناوله شكسبير حين صعوده إلى المنصة.ولدتُ خلال لحظة اكتساح الفيالق العسكرية الألمانية بوردو.منذئذ،استوعبتُ تدريجيا إلى أيِّ مدى كنتُ فرنسيا شيئا ما أو فرنسيا لكن مع ضرورة أن أقتفي على ضوء شمعة آثار مكمن معطيات وجودية أخرى.يبدو جوهريا،الإشارة إلى شيء معين انطوت عليه ثقافتي المنحدرة من أولى سنوات طفولتي،بحيث شَكَّل أساسا لكثير من أنواع سوء الفهم،وكذا الكراهية بيني وزملائي، عندما تجلى دون تردد نزوعي الأنغلوفيلي أي الإعجاب بالثقافة الانجليزية،ويلزمني السعي نحو البحث عن أسرة من هذا النوع.اطَّلعتُ مؤخرا على مضامين لقاء حواري أجراه غيوم دوران مع آلان روب غرييه.كان بشوشا باستمرار،بغتة أظهر عنادا بخصوص معرفة سبب مناصرته للماريشال فيليب بيتان.ينتمي أبوه إلى منطقة بروتون،وبالنسبة لأهل بروتون،تعكس الانجليزية عدوا موروثا،موقف يستدعي البكاء.أيضا،مدينة بوردو عاصمة الجنوب؛ثم إلى أين المآل حين انهيار فرنسا؟نحو بوردو.تجسِّد أبعد نقطة مكانية،والميناء تحديداالغرفة الشعبية التي انتخبت مطلق السُّلط إلى بيتان أو بوردو فعليا.سؤال ينبغي التركيز عليه،مادام هناك شيء ليس على مايرام.إنَّها نظرية لوحات الإعلانات.أول إعلان :   .1940-1942ماذا حدث؟من يكون؟ينبغي النظر نحو من ولدوا سابقا،كما الشأن معي،لكن أيضا الآباء،الأجداد،الأجداد الأولين،والتاريخ في خضم ذلك،ثم حزب جيروند، إلخ.ثانيا،التسلُّل الاسباني.لقد ولدتُ لحظة النزوح الاسباني إلى بوردو،بعد الحرب الأهلية،واقعة وسمت أيضا،حياتي الشخصية،بكيفية عميقة جدا.تواجد كذلك حشد من الايطاليين دون الحديث عن الباسكيين.بالتالي،هي مدينة مثَّلت لي تجمُّعا وأنا طفل. أولا،تعرَّضنا للاحتلال الألماني.كنا نصدح بكلمة ألمانيا داخل الطابق الأرضي،وحين الصعود إلى الأقبية العليا،نستمع إلى راديو لندن،وأحيانا تحت أسقف المغارات،ينبغي الالتزام بالصمت نظرا لوجود مظلِّيين إنجليز يلزمهم الانتقال إلى إسبانيا.الأهم لديَّ،إعادة ربط تاريخي الصغير بالتاريخ العام.حينما أتأمَّل إحدى خصوصياتي :يمكنني الإقرار حينها،  بأنِّي كاتب أوروبي من أصل فرنسي.التحفظ الوحيد،فيما يتعلق ببوردو،وقد بادر ألان جوبيه إلى فعل كل مابوسعه حتى تغدو هذه المدينة ثانية قابلة للتنفُّس،أنها رفضت إعادة تمثال لويس الخامس عشر إلى موضعه،وهو سعي ممكن تماما ما،في خضم توفر إمكانية السَّبك.سميت ''ساحة البورصة''،التي تعتبر إحدى أروع الساحات الأوروبية،لكنها في المقام الأول ساحة لويس الخامس عشر،ربما يتحقَّق المبتغى خلال يوم من الأيام.تعود دائما إحدى مقوِّمات فعلي إلى فترة القرن الثامن عشر الفرنسي،الذي يعتبر حسب اعتقادي،متقدِّما علينا، بمعنى قياسا لمستوى التَّدهور الذي أصاب هذا البلد.

2الجائزة الأدبية

عندما أصدرتُ شهر سبتمبر2002،رواية ''نجمة العشَّاق''،اعتقد مجمل الوسط الأدبي بأنِّي راغب في جائزة غونكور :احتُضن العمل فورا دون قراءته،من المفارقات المثيرة للسخرية، ترشيحها مرة ضمن لائحة رينودو،ثم سرعان ما اختفى عنوانها من القائمة كأنَّ الأمر مجرد خطأ.تستند أرصدة الناشرين على جانب غير معلن. حيلة من جانبي قصد النظر؟ربما،لم تكن قط ''الجوائز''غايتي.لقد حصلتُ،وأنا شاب جدا،على جائزة فيليكس فينيون بفضل جان بولهان،ثم جائزة ميديشي سنة 1961،جراء مبادرة استراتجية من طرف فرانسوا مورياك نحو ناشري إضافة إلى جوائز أخرى دون دلالة كبيرة،جائزة بول موراند للأكاديمية الفرنسية.طيب،مختلف ذلك دون أن أثير اهتماما بالمطلق.حينما ندرك مدى تعبئة نموذج النشر الفرنسي المصغَّر كما لو أنَّه شخص واحد بخصوص هذه القضايا،لذلك يظل مستمتعا وغير منزعجين سوى قليلا.حاولتُ الوقوف بطريقة ما عند''المنتصف''،فلديَّ أصدقاء يشتغلون في المجال،ثم التفرُّغ لحياة خاصة.لستُ مرشحا للأكاديمية الفرنسية، ولاحظَّ يذكر بخصوص الظفر ذات يوم بنوبل.لاأنتمي لعضوية لجنة تحكيم،باستثناء الجائزة الأدبية''جائزة ديسمبر''،''جائزة صغيرة'' :الفائزون زمرة كتَّاب نوعيين،ومع ذلك أبدي التذمُّر؟ تتَّسم حياتي الاجتماعية بالتواري،وكذا حياة رسمية متحفِّظة كناشر،ثم حياة خفية بالأحرى مكثَّفة.عموما 1l4 مرئية،3l4 غير معلومة.بالنسبة لتقدير شخص لايقرأ الشيء الكثير،سأحصل على تقييم نسبة 1l4،وبطريقة خاطئة.آه!ويظل اعتزازي الدائم بجائزة مونتين : مائة وعشرون قنينة من النوع الممتاز ! مع ذلك احتُسيت بأكملها.

السيرة الذاتية
تحميل المزيد
لا مزيد من المشاركات لاظهار