ترجمات فدوى طوقان : القصيدة الفلسطينية المقاوِمة
2025 - 09 - 25

تقديم : توفِّيت فدوى طوقان سنة 2003،قبل ذلك وتحديدا عام 1990صدرت باللغة الفرنسية،ضمن مجلَّد واحد سيرتها الذاتية من طرف دار النشر ''الآسيوي''،وأعيد مؤخَّرا طبعها مرَّة ثانية.

مذكِّرات كتبتها طوقان من خلال جزأين بحيث صدر الجزء الأول تحت عنوان ''رحلة جبلية رحلة صعبة''(1985)،ثم ''الرحلة الأصعب''(1993) كجزء ثان وتتمَّة لليوميات التي تضمَّنها عملها الأول.

وثيقة أدبية رسمت مرَّة أخرى حياة الشاعرة الفلسطينية المشهورة على امتداد العالم العربي،منذ إعلان وعد بلفور سنة 1917(وهي أيضا سنة ولادتها)،غاية الانتفاضة الأولى. 

جملة ذكريات،أتاحت عبر نافذتي السيرة الذاتية والتاريخ،إمكانية قراءة حياة الشاعرة الفلسطينية ضمن سياق سوسيو-تاريخي أفضى نحو المأساة الفلسطينية منذ مائة سنة،بين 1917 حين الإعلان عن وعد بلفور،غاية بداية سنة 2000 لحظة اندلاع الانتفاضة الثانية.

مع ذلك،حتى مع اختيار صيغة الكتابة وفق النموذج المسمَّى ب''السيرة الذاتية''،فقد استبعدت نظريا الكتابة فقط عن الذات،بل استحضرت فدوى طوقان بالموازاة مع تاريخ معركتها الشخصية كي تحقِّق وجودها كامرأة للآداب خلال حقبة ومحيط غير ملائمين كثيرا،تاريخ نضال الفلسطينيين قصد الاعتراف بحقوقهم.مما أضفى طابعا حسيا،على التَّداخل بين تحرير امرأة شابّة وكذا التاريخ الفلسطيني على امتداد القرن العشرين.  

 

روت طوقان في ''رحلة جبلية''عن سعيها إلى التحرُّر من :''القالب الفولاذي الذي يضعنا فيه الأهل،ولايسمحونا لنا بالخروج عليه.القواعد المألوفة التي يصعب كسرها،التقاليد الخالية من العقل،والتي تضع البنت في قمقم التفاهة''،كي تغدو إحدى الأصوات النسائية النادرة للقصيدة الفلسطينية.

كيف بوسع فتاة ولدت سنة 1917   ونشأت بين أحضان أسرة ميسورة في نابلس تغلق على الفتيات تحت رعاية سيِّدة وَرِعة(الشيخة) وباردة داخل بيت عائلي كبير وجميل قاعدة مع استثناء قليل،ثم مع ذلك تصير هذه الفتاة  شاعرة؟

لقد كابدت فدوى طوقان كطفلة غير مرغوب فيها وسط أسرة تقليدية، صحبة عشر إخوة تحت كنف أبٍ مستبدٍّ وأمٍّ خاضعة.ولدت في نابلس سنة 1917،التي تقع شمال الضِفَّة الغربية.ترعرعت داخل فلسطين الانتداب،وعاينت إنشاء إسرائيل،ثم ظروف بلد في غمرة الحرب. 

أيضا تختبر أسرتها،حربا داخلية،نتيجة سلطة أبيها ويوسف أحد إخوانها،هكذا حُظِرَ على فدوى طوقان الذهاب إلى المدرسة حين بلوغها سن الثالثة عشر. السَّبب؟أهدى لها شابٌّ وردة.تروي هذه المرحلة الأساسية من حياتها وكذا عنف عقوبتها ووضعها :''اصدر حكمه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي''.

 منذئذ،تحوّل تاريخها إلى:''بذرة لاترى النور قبل أن تشق في الأرض طريقا صعبا.وقصتي هنا هي قصة كفاح البذرة مع الأرض الصخرية الصلبة؛إنها قصة الكفاح مع العطش والصخر''،و''إقطاعيي العائلة''،مثلما وصفتهم الذين يرتدون لباسهم وفق الطِّراز الأوروبي،يتحدَّثون بالتركية،والفرنسية والانجليزية،يتناولون الطَّعام بالشوكة والسِّكِّين، يقعون في الغرام،لكنهم يتأهَّبون استعدادا قصد التدخُّل إن  حاولت إحدى فتيات الأسرة تأكيد شخصيتها.

رصدت فدوى طوقان سمات شخصيات''منشطرة إلى نصفين''،نصف تقدُّمي بينما الثاني محافظ وذكوريّ،مما بعث عمق غضبها وبالتالي ردَّة فعل تمرّدها.

ترجمات رسالة رفض ألبرت أينشتاين عرض ترأُّس إسرائيل
2025 - 09 - 17

يوم  18 نونبر 1952،أكَّد ألبرت أينشتاين بكيفية لَبِقة رفضه الرَّسمي لترشيح من طرف مناحيم بن غورين كي يترأَّس دولة إسرائيل،بعد وفاة حاييم وايزمان،من خلال رسالة جوابية بعثها الفيزيائي العبقريّ إلى سفير إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية،يقول مضمونها :

''عزيزي السيِّد السفير،

شعرتُ بتأثُّر نحو العرض الذي رَشَّحَني باسم دولتنا إسرائيل،لكن خلال ذات الوقت،فأنا حزين ومضطرب جرَّاء استحالة إبداء موافقتي على عرض من هذا القبيل،مادمتُ قد كَرَّستُ جلَّ مسار حياتي لعالم الأشياء،مما أفقدني سواء القدرة الطبيعية،أو التَّجربة الضَّرورية حتى أكون قادرا على تدبير أمور عالم البشر وتحمُّل مسؤولية مهام رسمية.

حقا  تَقَدَّمَتْ سنوات عمري،معطى في كل الأحوال لم يكبح جماح قدراتي،رغم ذلك لن أقدر على الارتقاء صوب مستوى أداء واجبات ومقتضيات هذا المنصب.

أراها مسؤولية جسيمة للغاية،لاسيما أنَّ علاقاتي مع الشعب اليهودي صارت أكثر ما أرتبط به منذ إدراكي لهشاشة وضعيتنا ضمن باقي الأوطان.

إذن فلنبكي على رجل- المقصود حايم وايزمان- حمل على أكتافه عبء مصيرنا وكذا وطأة نضالنا من أجل الاستقلال،في خضمِّ وقائع مأساوية.

أتطلَّع من كل فؤادي صوب تحقُّقِ ترشُّح شخص يمكنه تولِّي هذه الوظيفة الصعبة والثقيلة،بناء على تراكم أنشطته ماضيا وطبيعة شخصيته.   

ألبرت أينشتاين''(1).

ترجمات رسالة ألبرت أينشتاين إلى نيويورك تايمز: فاشية مناحيم بيغن
2025 - 09 - 15

إلى ناشر نيويورك تايمز

نيويورك،2 دجنبر 1948

من بين الظَّواهر السياسية الأكثر رعبا خلال الفترة الراهنة،ظهور''حزب الحرية''(حيروت) داخل دولة إسرائيل النَّاشئة حديثا.

حزب سياسي مرتبط تنظيميا على نحو وثيق الصِّلة بالأحزاب النَّازية والفاشية،فيما تعلَّق بمناهجه،فلسفته السياسية وكذا دعوته الاجتماعية.

حزب أسَّسه أفراد وأتباع  منظمة الإرغون الإرهابية،ذات التوجُّه اليميني المتطرِّف والقومي داخل فلسطين.

الزيارة الحالية ل مناحيم بيغن،زعيم هذا الحزب،إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حكمتها بالتَّأكيد حسابات قصد تقديم انطباع مفاده دعم أمريكي لهذا الحزب خلال الانتخابات الإسرائيلية المقبلة،وتعضيد العلاقات السياسية مع العناصر الصهيونية المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية.

أعلنت عدَّة أسماء أمريكية عرفت بنزعتها القومية،عن إدراج أسمائها ضمن لائحة المحتفلين بهذه الزيارة.بالتالي،لايعقل أن يقبل معارضو الفاشية على امتداد العالم،ويعلمون جيّدا ماضي وكذا أفق مناحيم بيغان،إضافة أسمائهم بهدف دعم الحركة التي يمثِّلها.

ينبغي على الجمهور الأمريكي الاطِّلاع على ماضي وأهداف مناحيم بيغن وحركته، قبل حدوث أضرار غير قابلة للتَّرميم حين إسراعهم إلى تقديم مساهمات مادية،واحتشاد تظاهرات عمومية تدعم مناحيم بيغان،ثم بثِّ انطباع داخل فلسطين مفاده أنَّ جزءا كبيرا ضمن ساكنة أمريكا يساند عناصر فاشية في إسرائيل.

ترجمات سيغموند فرويد إلى شايم كوفلر :لايمكن أن تصبح فلسطين دولة لليهود
2025 - 09 - 09

تقديم :كتب سيغموند فرويد هذه الرِّسالة يوم 26 فبراير 1930،إلى شايم كوفلير جوابا على طلب سابق توصَّل به فرويد من جمعية''أورشليم كيرين أجوسو''(نداء وحدة إسرائيل)،نداء أُرسِلَ في نفس الوقت وجهة عدَّة شخصيات يهودية بارزة،قصد التوقيع على عريضة تدين العرب على ضوء اضطرابات حدثت في فلسطين سنة 1929 أدَّت إلى قتل مائة مستوطن.

تحوَّلت هذه الرسالة إلى أبراهام شوادرون،مكلَّف بتجميع توقيعات لأورشليم،مقابل وعد''إخفائها عن كلِّ العيون وعدم الوصول إليها تماما''.بقي مضمونها متواريا جملة وتفصيلا عن الأنظار طيلة سبعين سنة إلى أن اكتشفها العموم خلال معرض في جامعة القدس.    

                                  نصّ الرسالة :

من البروفيسور فرويد

فيينا،19 شارع بيرغاس،26 – 02-1930

إلى السيد الدكتور شايم كوفلير،

لستُ قادرا على الاستجابة لما تطلبونه.إثارة انتباه الجمهور حول شخصي نتيجة تردُّدي هذا،مسألة مستعصية على التجاوز ولاتبدو لي أبدا الظروف الحرجة الحالية محفِّزة.

يلزم الشَّخص المتطلِّع نحو التَّأثير في عدد كبير امتلاك شيء مبهرٍ وحماسيٍّ بخصوص مايودُّ قوله،غير أنَّ  طبيعة موقفي من الصهيونية،لايتيح لي هذه الإمكانية. 

طبعا أضمر أفضل أحاسيس التَّعاطف حيال جهود تُبْذلُ بكيفية حرَّة،لذلك أنا فخور بجامعتنا في أورشليم ويسعدني ازدهار منشآت مستوطناتنا.لكن، من جهة أخرى،لاأعتقد أبدا في إمكانية أن تصير فلسطين دولة لليهود،أو قد يبدي العالم المسيحي،كما العالم الإسلامي،استعدادا خلال يوم من الأيام قصد التعهُّد بأمكنتهما المقدَّسة إلى الرِّعاية اليهودية.

سيكون هذا السَّعي أكثر حكمة حسب قناعتي،لو انصبَّت فكرة إنشاء وطن يهودي على أرض غير مشحونة تاريخيا؛بالتَّأكيد،أعلم عدم إمكانية تحفيز الجماهير أو استمالة تعاون الأثرياء،حينما يتَّصف مخطَّط تصميم معيَّن بالعقلانية.

أعترف أيضا،بتحسُّر،انطواء تعصُّب مواطنينا غير الواقعي بما يكفي على جانب من مسؤولية إيقاظ مكمن الارتياب لدى العرب.

لايمكنني الإحساس بأدنى تعاطف مع ورعٍ يُساء تأويله وقد اختلق من قطعة حائط المبكى(الحائط الغربي) إشارة قومية،يتمُّ بسببها تحدِّي مشاعر ساكنة البلد.

إذن،احكمْ بنفسكَ،هل في مقدوري من خلال وجهة نظر على قدر من الحرج،كي ألعب دور  الشخص المهدِّئِ بالنسبة لشعب يترنَّح نتيجة وَهْمِ  طموح غير مبرَّرٍ''.

تحميل المزيد
لا مزيد من المشاركات لاظهار